كتب: خالد عاصم
خلال الفترة الماضية ورغم الظروف التي تعانيها Huawei وخاصة على مستوى التعامل مع الشركات الأمريكية، كشفت الشركة الصينية عن مجموعة كبيرة من الهواتف الذكية الجديدة، وبغض النظر عن مجموعة الهواتف الرائدة Huawei P30 وHuawei Mate 30، كشفت الشركة عن عدد كبير من الهواتف المنتمية للفئتين المتوسطة والاقتصادية إلى حد وصل إلى ما يمكن وصفه بحالة من حالات إغراق السوق التي تذكرنا ببعض السيناريوهات السابقة السيئة لعدد من الشركات الكبرى.
لا تزال Huawei تحتل مكانة متميزة على مستوى حجم المبيعات العالمية، ورغم الأزمات لا تزال قادرة على الوصول إلى معدلات مبيعات وأرباح إن لم تكن قياسية كما كان في السابق، إلا انها مقبولة، إلا أن هذا لا يعني أن الأمور تسير على ما يرام مع العملاق الصيني، ففي ظل المواجهات الصعبة على مستوى الهواتف الرائدة والتي تعاني فيها هواوي بسبب عدم قدرتها على الاعتماد على خدمات جوجل في أحدث هواتفها الرائدة، تواجه الشركة الصينية مواجهة أصعب من أقرانها الأسيويين في الفئات الأخرى.
ففي خلال الأعوام الماضية عاشت الشركات الصينية صحوة استثنائية على مستوى الهواتف الذكية متوسطة الفئة والاقتصادية، فشركة مثل Xiaomi طرحت مجموعة من هواتفها الاستثنائية في هذه الفئات مثل Xiaomi Mi 9T والهاتف الأحدث Redmi Note 8 Pro، وهو ما ينطبق على شركات أخرى متميزة مثل Oppo وVivo وغيرها، ومن ناحية أخرى انتبهت Samsung إلى ضياع سيطرتها على هذه الفئات فطرحت مجموعة هواتف Samsung Galaxy A المتميزة بداية من هواتفها الاقتصادية وصولًا إلى فوق المتوسطة مثل Samsung Galaxy A80.
من هنا احتدمت المنافسة بشكل كبير في وجه هواوي، فمكانتها أصبحت مهددة في مختلف الفئات، كما أن قدرتها على تقديم الجديد لم تعد كما كان الأمر في السابق، فالشركات الصينية الأخرى تحديدًا أصبحت هواتفا أكثر إبهارًا مما يمكن أن تقدمه هواوي، ولها كان أمام العملاق الصيني خيار من اثنين، الأول هو دعم قدراتها الإبداعية في الفئة المتوسطة تحديدًا، والثاني هو طرح المزيد من الهواتف التي تغطي فئات سعرية متقاربة ومختلفة، بالإضافة إلى خيار ثالث لم تتجه له Huawei على ما يبدو وهو توفير الأفضل من الخيارين الأول والثاني.
بالنظر لتاريخ Huawei كان من الطبيعي أن نتوقع أن تتجه للخيار الأول في حالة ما لم تختر تحدي الخيار الثالث، ولكن الواقع خلال الفترة الماضية أثبت أن خيار العملاق الصينية كان الخيار الأول، فقامت Huawei بطرح مجموعة كبيرة من الهواتف خلال الفترة القليلة الماضية والتي لم تأتي بأي جديد تقريبًا، بل اتجهت إلى طرح هاتف ما ثم طرح هاتف آخر بعده بتحديث بسيط للغاية لنكون امام هاتفين متطابقين تقريبًا وبفئتين سعريتين متقاربين.
بعض السيناريوهات السابقة التي اتبعت هذا الخيار ذاته تمكنت من النجاح لفترة وجيزة قبل أن تبدأ في الهبوط الحاد الذي تداركه البعض ولم يتداركه البعض الأخر، ومن بين هذه النماذج شركة سامسونج ذاتها، ولكن هل ستتمكن Huawei من إدراك أن هذا السيناريو لن يبقى صالحًا للأبد؟
الأزمة في اتباع هذه السياسة يكمن في إنه يؤدي لغرض عكس ما كان يُفترض أن يؤدي إليه، فبدلًا من إتاحة الفرصة للمستخدم للاختيار من بين عدد من الهواتف المختلفة التي تغطي فئات سعرية مختلفة متقاربة، يقع هذا المستخدم نفسه في حيرة قد تجعله يتجه لخيار مختلف وهو النظر إلى الهواتف التي توفرها الشركات الأخرى والقادرة على تقديم إمكانيات أفضل بأسعار أقل.
إذًا هناك العديد من الهواتف التي طرحتها Huawei خلال الفترة الماضية والتي لم تقدم بالفعل أي جديد يذكر، مثل Huawei Y9s وHuawei Y9 2019 وHuawei Y6 2019 وغيرها، وعلى هواوي أن تدرك أن الشركات الأخرى أصبحت أكثر وعيًا بالمنافسة وطبيعتها، في النهاية لا يمكن القول بأن هواتف Huawei أصبحت أقل تميزًا ولكنها أقل إبهارًا وهو ما لم نعتاد عليه من هذا العملاق الصيني.