هل نظارة Apple Vision Pro هي المحاولة الأولى لتطوير كمبيوتر محيطي افتراضي


كتب: خالد عاصم
ما من شك في أن شركة Apple قادرة دومًا على إبهار الجميع إلا قليلًا، فالشركة العملاقة تمتلك من الإمكانيات ما يؤهلها لتقديم الأفضل دومًا من حيث الإمكانيات والمواصفات المختلفة، ولكن القوة الحقيقية في ابل هي قوة تسويقية في الأساس، فأغلب ما قامت ابل بالترويج كونه الأول من نوعه كان له محاولات سابقة من شركات أخرى بعضها كان ناجحًا وبعضها لم يحالفه النجاح، وبعضها أيضًا كان محاولات أولية أو بدائية تطورت على يد الشركة الأمريكية التي تتمكن في النهاية من الحصول على السبق الدعائي دون النظر لما سبقها من محاولات مختلفة.
وبالحديث عن خوذة أو نظارة الواقع المختلط Apple Vision Pro التي تم الكشف عنها منذ أيام قليلة، قد يختلف معي كثير من القراء فيما طرحته في الفقرة السابقة، فقد يظن البعض أنني سأقارن بين تلك النظارة الجديدة وبين نظارات الواقع الافتراضي أو الواقع المعزز المختلفة المتوفرة بالفعل في الأسواق بداية من أقلها وأرخصها وصولًا لأفضلها مما تقدمه فيسبوك على سبيل المثال، وربما أتفق مع هؤلاء إن كنت أنوي المقارنة من الأصل وبالتحديد مع هذا النوع من النظارات، ولكن الغرض من هذا المقال ليس المقارنة بل التأكيد على أن منتج أبل الجديد هو بكل تأكيد ليس الأول من نوعه وإن كان بلا شك الأكثر تطورًا حتى اللحظة.
هل نظارة Apple Vision Pro هي المحاولة الأولى لتطوير كمبيوتر محيطي افتراضي
وهنا نعود إلى صاحبة السبق الحقيقي في تقديم نظارة للواقع المعزز والمختلط، وننتقل هنا إلى مقر رئيسي أخر يقع في الولايات المتحدة الأمريكي أيضًا، وبالتحديد إلى مقر مايكروسوفت التي قدمت منذ سنوات نظارة الواقع المختلط Microsoft HoloLens التي طرح منها إصدارين حتى الأن، ويمكن وصفها بالفعل بأنها التجربة الأولى الناجحة لتطوير كمبيوتر محيطي افتراضي مختلف بالواقع، وهو المسمى الذي لم تطلقه مايكروسوفت ولكن تمكنت ابل من ابتكاره لتتمكن من تمييز نظارتها التي قد تختلف ولكن ليس كثيرًا ولا جذريًا عن نظارة مايكروسوفت السابقة، 
هل نظارة Apple Vision Pro هي المحاولة الأولى لتطوير كمبيوتر محيطي افتراضي
فبالنظر إلى كلتا النظارتين سنكتشف أن كلتاهما تخدمان الهدف ذاته وهو الخلط ما بين الواقع الفعلي والواقع الافتراضي بما يتخطي ما يعرف باسم الواقع المعزز أو Augmented Reality إلى ما يعرف باسم الواقع المختلفة أو الخليط Mixed Reality حيث يتم المزج الكامل بين الواقع الطبيعي والفعلي وبين الواقع الافتراضي أو المحتوى الرقمي الذي تم إسقاطه على الواقع الفعلي، وهذا هو ذاته الوصف الفعلي التقني الذي وصفت به ابل نظارتها الجديدة في بيانها الصحفي الرسمي الذي لم يركز كثيرًا على العبارات الدعائية الرنانة مثل أول كمبيوتر محيطي وما شابه من تلك العبارات.
هل نظارة Apple Vision Pro هي المحاولة الأولى لتطوير كمبيوتر محيطي افتراضي
وحتى أكون أكثر إنصافًا فما من شك في أن نظارة Apple Vision Pro تأتي بكثير من الإمكانيات والوظائف الأكثر تطورًا من نظارة Microsoft HoloLens 2، ويمكنكم العودة إلى كثير من المقالات المختلفة التي تتناول كل نظارة على حدا، ولكن في الوقت نفسه فإن الهدف واحد والمنطق الرئيسي للتقنيات واحد ولا يختلف، حتى الإمكانيات الرئيسية من إمكانية رؤية المحتوى الرقمي في الواقع أو خواص التتبع لحركة اليد أو الرأس أو الخلط ما بين الواقع والافتراض أحيانًا والانفصال الكلي عن الافتراضي أحيانًا عند الحاجة ودون الاضطرار لإزالة النظارة، كل تلك الإمكانيات تتشارك فيها النظارتين مع تميز نظارة ابل في مسألة تحويل واجهة النظارة إلى شاشة وبعض الإضافات الأكثر تطورًا.
وبالطبع فإن هذا التطور أمر منطقي، فهناك فاصل زمني ليس بالقليل ما بين النظارتين وهو ما يؤهل ابل ويعطيها الفرصة الكافية لدراسة الأجهزة المنافسة وإمكانياتها والتطوير والإضافة على تلك الإمكانيات، لذا كان من الطبيعي أن تأتي النظارة الجديدة بتلك الإمكانيات الأكثر من رائعة والتي لا يمكننا إنكار تميزها ولكن لا يمكننا أيضًا كمتخصصين أن ننجرف إلى تيار الاحتفاء بابتكار ليس الأول من نوعه باعتباره الأول والأسبق والذي لم يأتي مثله من قبل.
هل نظارة Apple Vision Pro هي المحاولة الأولى لتطوير كمبيوتر محيطي افتراضي
أما السؤال الأخر الذي يمكننا أن نطلقه هنا فهو هل ستتمكن تلك النظارات من استبدال أجهزة الاتصال المختلفة في المستقبل القريب؟ فوجهة نظر هي لا، بل ستحتاج تلك الأجهزة الجديدة لمزيد من الوقت وكثير من محاولات تخفيض السعر حتى تتمكن من تحقيق الانتشار المطلوب ومن هنا يمكن القول بان عصرها قد بدأ بالفعل، ففي حالة الجهازين الذين نتحدث عنهما، فكلاهما يتخطى حاجز 3000 دولار أمريكي، وهو  سعر مرتفع للغاية حتى لمن يتعامل بالدولار كعملة رئيسية، لذا لا تقلق فإن هاتفك الذكي أو جهاز الكمبيوتر الذي تمتلكه لن يستبدل كليًا بشكل أخر من أشكال الاتصال قريبًا، وستظل Apple نفسها تعمل على تطوير هواتف ايفون وأجهزة ايباد وأجهزة كمبيوتر ماك لسنوات طويله مقبلة.



التعليقات

إكتب تعليقك

إسمك الكريم * بريدك الإلكتروني * اكتب كود الامان *

انشاء كود اخر.