هل نحتاج بالفعل لهاتف بذاكرة عشوائية سعة 18 جيجابايت رام


كتب: خالد عاصم
منذ أيام قليلة استقبل عالم الهواتف الذكية هاتف Nubia Red Magic 6 Pro والذي شمل العديد من المميزات والإمكانيات الاستثنائية، وأبرزها صدوره بإصدار بذاكرة عشوائية سعتها 18 جيجابايت رام، ليفتح بهذا الإصدار عصر سعة جديدة من سعات الذاكرة العشوائية الداعمة للهواتف الذكية.
في الوقت الذي ربما يكون هاتفك يعتمد على ذاكرة عشوائية سعة 4 أو 6 أو ربما حتى 8 جيجابايت رام، وتشعر بأنه قادر إلى حد كبير على إتمام المهام التي تريدها، قد يثار في خاطرك التساؤل الذي بالتأكيد أثير في خاطر الكثيرين، وهو ما يتعلق بما إن كانت تحتاج الهواتف الذكية إلى أن تعتمد على ذاكرة عشوائية بسعة أكبر حتى من جهاز اللابتوب الذي ربما تستخدمه الآن في قراءة هذا المقال.
هذا هو السؤال الذي سنحاول الإجابة عليه من خلال سطور هذا المقال، حيث سنتعرف على طبيعة الذاكرة العشوائية ومهمتها وكيف تعمل، وهل تحتاج بالفعل إلى هاتف ذكي بسعة ذاكرة عشوائية ضخمة مثل هاتف Red Magic 6 Pro ام لا.
ما هي الذاكرة العشوائية
هل نحتاج بالفعل لهاتف بذاكرة عشوائية سعة 18 جيجابايت رام
الذاكرة العشوائية أو ذاكرة الوصول العشوائي Random Access Memory والمعروف اختصارًا باسم رام RAM، هي واحدة من اهم القطع التي تعتمد عليها العديد من الأجهزة المحيطة بنا مثل أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية وغيرها، وتمثل الرامات نوع من أنواع الذاكرة عالية السرعة، وأسرع من الذاكرة الداخلية الطبيعية، وهي أيضًا جزء لا يتجزأ من الذاكرة الداخلية للكمبيوتر أو الهاتف ويتم التحكم فيها والوصول إليها من خلال المعالج المركزي، حيث تسهل عليه عملية الوصول إلى البيانات من الذاكرة العشوائية أكثر وأسرع من الذاكرة الأساسية.
مهمة الذاكرة العشوائية وكيفية عملها
هل نحتاج بالفعل لهاتف بذاكرة عشوائية سعة 18 جيجابايت رام

تأتي الذاكرة العشوائية على هيئة شرائح كمبيوتر تسمى Integrated Circuits او ICs اختصارًا، وتقوم هذه الشرائح بحفظ البيانات والمعلومات التي يحتاج إليها الكمبيوتر أو الهاتف بشكل مؤقت، ولهذا فهي تعمل على زيادة سرعة عملية معالجة البيانات من حيث القراءة والكتابة.
ففي حالة استخدامك لتطبيق ما بشكل مستمر، سيتم حفظ بياناته في الذاكرة العشوائية، بحيث يمكن فتحه بشكل أسرع في المرة المقبلة التي تقوم فيها بتشغيله، وبمجرد إغلاق الكمبيوتر أو الهاتف كليًا يتم حذف كافة البيانات المخزنة داخل الذاكرة العشوائية، ومن هنا نفهم أنه كلما زادت سعة الذاكرة العشوائية في الكمبيوتر أو الهاتف كلما زادت سرعة فتح التطبيقات والتعامل معها وأيضًا زيادة قدرة الجهاز على تقديم أداء سلس في المهام المختلفة ومن بينها المهام المتعددة أو فتح أكثر من تطبيق في الوقت نفسه.
ولكن هل يعني هذا أنه من الأفضل دومًا الحصول على هاتف بأكبر ذاكرة عشوائية ممكنة؟ الإجابة ببساطة هي لا، فهناك حدود واضحة وفعلية لسعة الذاكرة العشوائية التي يحتاجها هاتفك والتي تحتاجها المهام التي تعتاد استخدامها، وهو ما ينقلنا إلى كيفية تعامل التطبيق مع الذاكرة العشوائية وهو ما يمكننا فهمه من خلال تقسيم التطبيقات إلى ثلاثة أنواع.
النوع الأول من التطبيق هو التطبيقات الاعتيادية أو يومية الاستخدام والتي تتضمن عديد التطبيقات مثل يوتيوب وواتساب وجوجل بلاس وغيرها من تطبيقات النظام، وتستهلك تلك التطبيقات ما بين 300 ميجابايت رام إلى 400 جيجابايت رام.
أما النوع الثاني فهو التطبيقات التي تعتمد على ملفات الميديا بشكل كبير مثل تطبيقات جوجل فوتوز والجاليري والخرائط وتطبيقات مثل انستجرام بالإضافة إلى الألعاب البسيطة مثل كاندي كراش على سبيل المثال، وتستهلك هذه التطبيقات ما بين 400 ميجابايت رام إلى 700 ميجابايت رام.
أما النوع الثالث الأخير فهو ما يتضمن التطبيقات والألعاب القوية، مثل متصفح كروم أو الألعاب الشهيرة مثل PUBG أو Asphalt 9 وتستهلك تلك التطبيقات والألعاب ما بين 800 إلى 1200 ميجابايت رام للتطبيق الواحد.
تقسيم الهواتف من حيث سعة الذاكرة العشوائية
هل نحتاج بالفعل لهاتف بذاكرة عشوائية سعة 18 جيجابايت رام

الهواتف ما بين 2 إلى 3 جيجابايت رام
اعتمدت هواتف iPhone لفترة طويلة على ذاكرة عشوائية سعة 2 جيجابايت رام وقد كانت كافية بل أكثر من كافية حينها لقدرة ابل على توفيق أوضاع نظام التشغيل والتطبيقات مع سعة الذاكرة العشوائية، ولكن في حالة هواتف اندرويد، فإن الاعتماد على ذاكرة عشوائية سعتها 2 جيجابايت رام أمر لا يمكن احتماله، فتخيل أن تطبيق جوجل كروم وحده وفي حالة تشغيل ثلاث صفحات في الوقت نفسه يمكنه أن يستهلك حوالي 800 ميجابايت رام، ومع العلم بان نظام تشغيل اندرويد نفسه يستهلك قرابة 1 جيجابايت رام أو أكثر، فهذا يعني أن الأداء سيكون سيء للغاية لون تتمكن من تشغيل أي تطبيق آخر في الوقت نفسه.
قد تكون الهواتف ذات الذاكرة العشوائية سعة 3 جيجابايت رام أفضل قليلًا، ولكنها لن تخلو من المشاكل في التعامل مع عدد من التطبيقات الكبيرة مثل فيسبوك وانستجرام في حالة عملها في خلفية الهاتف، وهو ما يعني تأثير سلبي واضح على أداء الهاتف، ولذلك لا تبدأ بهاتف تقل سعة ذاكرته العشوائية عن 4 جيجابايت رام.
الهواتف بذاكرة عشوائية 4 جيجابايت رام
يمكننا اعتبار الهواتف بذاكرة عشوائية سعتها 4 جيجابايت رام هل الهواتف الأولية أو الأساسية حاليًا للمستخدم المعتدل، وهو المستخدم الذي يريد من هاتفه إجراء أو استقبال المكالمات واستخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي وتصفح الإنترنت وممارسة بعض الألعاب بالإضافة أحيانًا للاحتياج لتحرير بعض الصور، ومع هذه المهام لن يزيد استهلاك الرامات عن 2.5 إلى 3.5 جيجابايت رام، وهو ما يعني أن ذاكرة تصل إلى 4 جيجابايت رام قد تكون أكثر من كافية لأداء مستقر ومتوازن وربما تواجه فقط بعض المشكلات في حالة تشغيل تطبيق ما مع الاحتفاظ بلعبة ثقيلة في الخلفية أو العكس.
الهواتف بذاكرة عشوائية ما بين 6 إلى 8 جيجابايت رام
أصبحت هذه الفئة من الهواتف الذكية هي الأكثر شيوعًا من بين مختلف الهواتف الذكية وتتوفر في العديد من الهواتف مثل Redmi Note 9 Pro وRealme 7 Pro وSamsung Galaxy A71 وغيرها، ويمكن اعتبارها النطاق المثالي للهواتف الذكية حيث تمكنك من تشغيل حتى 12 تطبيق في وقت واحد في الخلفية دون الحاجة لغلقها كليًا وإعادة تشغيلها مرة أخرى.
ومع هذه السعة ما بين 6 جيجابايت رام إلى 8 جيجابايت رام ستتمكن من تشغيل الألعاب الثقيلة دون مشكلة، وحتى في حالة اضطرارك لغلق تطبيق ما إجباريًا فستتمكن من فتحه مرة أخرى في سهولة وفي ثوان معدودة ودون مواجهة أي مشكلة بصرية واضحة. باختصار هذه هي الفئة أو النطاق الذي ننصح به والذي لن تنم على الحصول عليه إطلاقًا.
الهواتف بذاكرة عشوائية أعلى من 8 جيجابايت
مع انتشار الهواتف الذكية بذاكرة عشوائية سعة 8 جيجابايت رام في الأسواق بدأت العديد من الشركات في طرح هواتف بذاكرة عشوائية تبلغ سعتها 12 جيجابايت رام أو حتى 16 جيجابايت رام، مثل هواتف Samsung Galaxy S21 Ultra وXiaomi Mi 11 وغيرها من هواتف العديد من الشركات، مع العلم أن باقي مواصفات الهاتف لا تختلف عن الإصدارات الأخرى بذاكرة عشوائية سعة 8 جيجابايت رام أو أقل وهو ما قد يدفعك لدفع المزيد من اجل الحصول على رامات أعلى.
وفي حالة ما إن كنت تظن أنك ستحصل على هاتف بذاكرة عشوائية ضخمة ليستمر في العمل لسنوات عديدة مقبلة، أو أنه كلما زادت سعة الذاكرة العشوائية كلما كان لك أفضل، فعليك أن تفكر ثانية وتعيد حساباتك، فالحقيقة عكس ذلك بكل تأكيد، فعليك مواجهة حقيقة أن عمر الهواتف الذكية لا يزيد عن ثلاث سنوات، وحتى على مدار هذه الفترة فأي ذاكرة عشوائية تزيد عن 8 جيجابايت رام، ليست إلا رفاهية لن تحصل على أي فائدة منها.
فمع التجربة الفعلية لهاتفين بذاكرة عشوائية سعة 8 جيجابايت رام أو 12 جيجابايت رام، لن تلاحظ أي فارق حقيقي في الأداء، ولا يعني هذا أن الذاكرة العشوائية الضخمة أمر زائف، ولكنك لن تستفيد منها على الإطلاق أو على الأقل خلال السنوات القليلة المقبلة، ولذلك ننصحك بان توفر هذا المبلغ أو تنفقه في الحصول على معالج أفضل أو بطارية أقوى أو كاميرا أفضل أو أي من تلك المواصفات والخصائص الأخرى.
الخلاصة
هل نحتاج بالفعل لهاتف بذاكرة عشوائية سعة 18 جيجابايت رام

مما سبق يمكننا أن ننصحك باختيار الذاكرة العشوائية بناء على ما يلي:
•    ذاكرة عشوائية سعة 3 جيجابايت رام: مثالي للاستخدام الخفيف والألعاب البسيطة ولا ننصح به في حالة رغبتك في تشغيل الألعاب القوية عالية الرسوميات.
•    ذاكرة عشوائية سعة 4 جيجابايت رام: مثالي للاستخدام المتوسط مع إمكانية تشغيل الألعاب القوية عالية الرسوميات على إعدادات متوسطة مع ضرورة تقليل عدد التطبيقات التي تعمل في الخلفية لإتاحة الفرصة للتطبيقات الضرورية.
•    ذاكرة عشوائية سعة 6 جيجابايت رام: مثالية للألعاب عالية الجودة والرسوميات مع إمكانية تشغيل عدد من التطبيقات في الخلفية أيضًا وهي الذاكرة التي ننصح بها للمستخدم فوق المتوسط إلى الثقيل مع استخدام الألعاب القوية المختلفة.
•    ذاكرة عشوائية سعة 8 جيجابايت رام: السعة المثالية لكل شيء، سواء كنت ترغب في لعب ألعاب قوية على إعدادات مرتفعة متوافقة مع المعالج المركزي ومعالج الرسوميات، كما تتيح تشغيل عدد ضخم من التطبيقات في الخلفية بالإضافة إلى سهولة وسلاسة استخدام تطبيقات تحرير الفيديو وغيرها من التطبيقات الثقيلة.



التعليقات

إكتب تعليقك

إسمك الكريم * بريدك الإلكتروني * اكتب كود الامان *

انشاء كود اخر.