هل المعالج (بروسيسور) هو أهم قطعة في الموبايل

كتب: خالد عاصم
يتأثر أداء الهواتف الذكية بالعديد من العوامل المختلفة والتي تتضمن نظام التشغيل، الكاميرات والبطارية وغيرها من العناصر التي تتضمن أيضًا الشركة المصعة ومقدم خدمة الاتصالات، ولكن أحد تلك العناصر ربما لا يلتفت له بعض المستخدمين مع عدم إدراكهم لأهميته، وهذا العنصر هو المعالج المركزي (البروسيسور) وهو ما يمكن وصفه القلب النابض بالسرعة والأداء والفعالية وأداء الكاميرات وأيضًا أداء البطارية، ومن هنا تكمن أهمية المعالجات المركزية في صورتها الحالية، وهي الشريحة المجمعة All-in-one Processor، وهذا ما نسعى لفهمه من خلال هذا المقال.
ما هو المعالج المركزي
المعالج المركزي هو كما وصفناه سابقًا، القلب النابض أو العقل المركزي المفكر لأي جهاز إلكتروني وخاصة الهاتف الذكي في حالتنا هذه، فالمعالج المركزي يقوم بإرسال واستقبال كافة العمليات الممكنة، مما يعني قدرته على أداء مليارات العمليات الحسابية لمعقدة في الثانية الواحدة، ولذلك تؤثر قوة المعالج على كل تطبيق يمكنك أن تتخيله، سواء كان الكاميرا أو مشغل الموسيقى أو حتى تطبيق الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني.
ومع اختيارك للمعالج الخاطئ أو غير المناسب لطبيعة استخدامك، ستعاني من مشكلات عدة مثل الأداء الضعيف والسرعة المنخفضة والتطبيقات البطيئة أو التي لا تعمل بكفاءة، وأيضًا الأداء الضعيف في الاتصالات بغض النظر عن قوة الشبكة أو مقدم الخدمة أو نظام التشغيل، وهذا هو ما يجعل هناك حدودًا واضحة بين مختلف الهواتف فأداء هواتف مثل Realme C12 يختلف عن أداة Redmi Note 9 Pro يختلف عن أداء Samsung Galaxy S21 Ultra يختلف عن أداء الهواتف الموجهة للألعاب مثل Black Shark 4 Pro على سبيل المثال.

ولتبسيط شرح كيفية عمل المعالج المركزي دعونا نتخيل قيامك بفتح صفحة إنترنت معينة، في هذه الحالة فأنت تقوم بإعطاء المعالج تعليمات بمعالجة مليارات العمليات السريعة والمتزامنة، وفي حالة قيامك بمهمة أكبر مثل ممارسة لعبة قوية عبر الشبكة على سبيل المثال، فأن تزيد من عدد وتعقيد تلك العمليات المختلفة وهنا تتضح الفوارق بين معالج وآخر سواء على مستوى القدرة على التعامل مع العمليات الأساسية أو الرسوميات المعقة أو الاتصال المستقر بالشبكة أو كيفية التعامل مع الذاكرة العشوائية.
مكونات المعالج المركزي سر أهميته
وتتكون شريحة المعالج المركزية في صورة المجمعة الحالية من العديد من العناصر، وهي وحدة التحكم المركزية CPU، وحدة معالجة الرسوميات GPU، محركات الصوت والصورة، العناصر الخاصة بالاتصالات مثل GPS، Wi-Fi، FM وأيضًا شرائح اتصال 3G أو 4G او 5G كما في الهواتف الحديثة مثل Xiaomi Mi 11 وSamsung Galaxy Note20 Ultra وغيرها، ولكل عنصر من هذه العناصر مهمته الأساسية التي يقوم بها والتي يمكننا شرحها باختصار كما يلي.
فوحدة المعالجة المركزية CPU هي العقل الفعلي لهاتفك الذكي، وهي الشريحة المسؤولة عن تلقي الأوامر والقيام بالعمليات الحسابية الأساسية ثم إرسال الإشارات عبر الهاتف لإتمام وتنفيذ هذه الأوامر، ويمكن قياس سرعة المعالج من خلال تردد الشرائح والذي يقاس بالجيجا هيرتز GHz، كما تختلف المعالجات من حيث طبيعة وعدد الشرائح المكونة له، مع العلم أن هناك شرائح خاصة بفعالية وأداء المعالج وشرائح خاصة بتوفير الطاقة من خلال التعامل مع العمليات المبسطة.

أما وحدة معالج الرسوميات GPU فهي وحدة تقوم بمساعدة وحدة CPU على التعامل مع الرسوميات من خلال إضافة شريحة إضافية خاصة بهذه المهمة، وتعمل هذه الشريحة على تسريع عملية التعامل مع كل ما يتعلق بالرسوميات بداية من مشاهدة مقطع فيديو وصولًا إلى التعامل مع الألعاب الثقيلة.
من بين المكونات الأخرى الهامة في المعالج المركزي، وحدة معالجة إشارة الصورة ISP، وهو شريحة معالجة مدمجة تم تصميمها لتتمكن من توفر إمكانيات معالجة مستقلة للتصوير الفوتوغرافي وتصوير الفيديو ولهذه الوحدة تأثير ضخم على تمكين الهاتف من دعم العديد من التقنيات مثل الاختلاف في دقة العدسات وجودة تصوير فيديو الكاميرا الخلفية أو الأمامية، كما يتضمن المعالج المركزي أيضًا وحدة المودم الخاصة بالاتصالات وتميكن الهاتف من دعم ترددات بعينها، كما يتضمن وحدة التحكم في الذاكرة Memory Controller والمسؤولة عن إنشاء مسار مستقل مباشر بوحدة الذاكرة العشوائية الخاصة بالهاتف مما يضمن زيادة سرعتها، وأخيرًا وحدة معالجة الصوت والفيديو والتي تتضمنها العديد من المعالجات القوية.

من هنا يتضح أن وحدة المعالج المركزي (البروسيسور) هي بالفعل القطعة الأهم في الهاتف الذكي، فكافة التقنيات المتطورة التي تسمع عنها يوميًا، لا يمكنها أن تعمل بالكفاءة المطلوبة ولا يمكن أن يدعمها هاتفك إلا بتوافر المعالج المركزي القوي القادر على دعمها وتشغيلها.