معدل تحديث الشاشة المرتفع ... مقارنة بين الأرقام النظرية والاختبارات وبين الاستخدام الفعلي


كتب: خالد عاصم
من بين العناصر المؤثرة في تطوير الهواتف الذكية التي ظهرت مؤخرًا، معدل تحديث الشاشة والذي أصبح من بين العوامل التي ترجح قوة هاتف على هاتف آخر وترجح إمكانية شراء هاتف بدلًا من هاتف أخر، وعلى الرغم من أن هذه الخاصية الجديدة قد بدأت في الظهور منذ عام 2017 إلا أن عام 2020 قد شهد تطور كبيرة على مستوى هذه الخاصية أو التقنية، فعلى مدار هذا العام ظهرت العديد من الهواتف المتنافسة على هذا المستوى.
وبنظرة عامة على هواتف عام 2020 يتضح أن تقنية معدل تحديث الشاشة المرتفع لم تعد حصرًا للهواتف الذكية الرائدة، بل تمكنت من الوصول أيضًا إلى الفئات المتوسطة بمختلف شرائحها، بل أصبح من الأسهل أن تقوم بتحديد الشركات التي لا تزال لم تقدم تلك الإمكانية في هواتفها لقلتها وندرتها حاليًا.
لتقنية معدل تحديث الشاشة المرتفع العديد من المميزات ولكن أبرزها وأهمها هو ما يتعلق بممارسة ألعاب الفيديو عبر الهواتف الذكية، ولهذا فإن معدل تحديث الشاشة مرتبط ارتباطًا وثيقًا بمعالج الرسوميات وهو ما يعني ارتباطها المباشر بالمعالج المركزي، فإن نتيجة إقران معدل تحديث شاشة مرتفع مع معالج ضعيف ستكون نتيجة محبطة للغاية.
معدلات تحديث الشاشة مقابل اختبارات الأداء في الألعاب
باستخدام اختبارات GFXBench يمكننا أن نعرف كيف يمكن للهواتف الذكية أن تصل أو تقترب من الهدف الفعلي لمعدل تحديث الشاشة، فمع هذه الاختبارات سنتمكن من تكوين فكرة جيدة عما يمكن تحقيقه عند ممارسة الألعاب، فيمكننا وبوضوح رؤية ما يمكن لهاتف Asus ROG Phone 3 الذي يدعم معدل تحديث 144 هيرتز تحقيقه، بينما من ناحية أخرى يمكننا رؤية ما يمكن لهاتف OnePlus Nord N100 الذي يدعم معدل تحديث 90 هيرتز تحقيقه، وهو ما يمثل نموذجًا واضحًا على أهمية الطاقة والقوة التي يقدمها المعالج بالإضافة لمعدل التحديث.
معدل تحديث الشاشة المرتفع ... مقارنة بين الأرقام النظرية والاختبارات وبين الاستخدام الفعلي

فمن خلال اختبارات Manhattan أو T-Rex وهي من الاختبارات الفرعية لاختبار GFXBench الرئيسي، يتضح أن هناك فارق كبير بين الهواتف الرائدة ذات معدلات التحديث المرتفعة وبين الهواتف الأقل في الإمكانيات، ومن المتوقع بالطبع أن نشهد مثل هذا الفارق، ولكن أن نراه ما بين الهواتف الرائدة القديمة والهواتف المتوسطة الحديثة فهذا هو الأمر المثير للجدل.
لنكن أكثر تحديدًا، دعونا نتخذ هاتفي Pixel 5 وOnePlus Nord كمثال، فكلاهما يعتمد على معالج كوالكوم سنابدراجون 765G وكلاهما لم يتمكن من الوصول إلى الهدف المقرر لمعدلات التحديث حيث لم يتمكنا من تخطي معدل أكثر من 60 هيرتز طبقًا للاختبارات، نفس النتيجة يمكننا تطبيقها على هاتف OnePlus Nord N10 المعتمد على معالج سنابدراجون 690 وأيضًا هاتف OnePlus Nord N100 المعتمد على معالج سنابدراجون 460، مع العلم أن كافة تلك الهواتف تدعم نظريًا معدل تحديث 90 هيرتز، وكشفت الاختبارات أن أيًا منهم لم يتمكن من تحقيق تلك النتيجة.
ومن هذه النتائج يمكننا توقع أن الهواتف التي يتم اختبارها بواسطة الشركات نفسها، تعتمد على الأغلب على إصدارات خاصة مع الاعتماد على تطبيقات معينة من ناحية وعلى سبل تبريد للهواتف أفضل من ناحية أخرى، وهو أمر لا يمكننا الجزم به ولكننا نتوقعه بالفعل وهو أمر معتاد أحيانًا في الهواتف الذكية.
معدل تحديث الشاشة المرتفع ... مقارنة بين الأرقام النظرية والاختبارات وبين الاستخدام الفعلي
أما عن سبب تلك النتائج وعن هذا الفارق الواضح بين ما هو نظري وما هو عملي، فيكمن بشكل أساسي في الفارق الكبير بين المعالجات الرائدة وبين المعالجات المتوسطة أو الاقتصادية، ولا يمكن بالطبع أن نغفل جهود شركات تطوير المعالجات في تطوير الفئات الأقل ولكنها بالطبع لا يمكنها أن تساوي بين معالجات رسوميات المعالجات الرائدة وبين معالجات رسوميات المعالجات المتوسطة.
دلالة معدل تحديث الشاشة المرتفع على الاستخدام الفعلي
لا تقوم الاختبارات بالكشف عن كامل الحقيقة، فالاستخدام الفعلي هو العنصر الرئيسي المؤثر على تجربة المستخدم، فكافة الهواتف التي ذكرناها والتي لم تتمكن من تحقيق الأرقام المطلوبة رقميًا، لا تزال قادرة على تقديم تجربة أداء فعلية مختلفة، فيمكنها تقديم تجربة استخدام أكثر سلاسة وسرعة في الاستخدام اليومي العام، وقد لاحظ العديد من المستخدمين وجود فارق كبير في السلاسة وسرعة الاستخدام بين الهواتف التي تدعم معدلات التحديث المرتفعة وبين تلك التي لا تدعمها.
هذا على مستوى الاستخدام اليومي العادي، فماذا عن الاستخدام مع الألعاب؟
اكتشف الخبراء أن الألعاب ثنائية الأبعاد أو ثلاثية الأبعاد البسيطة تعمل بكفاءة متميزة على تلك الهواتف المتوسطة أو الاقتصادية التي تدعم معدلات تحديث شاشة مرتفعة، ولكن الأمر يختلف بوضوح مع الألعاب ثلاثية الأبعاد القوية أو المعقدة والتي عانت معها الهواتف المتوسطة والاقتصادية رغم معدلات تحديث الشاشة المرتفعة، بل إن بعض الهواتف لم تظهر وكأنها تدعم أصلًا معدلات تحديث شاشة مرتفعة من الأصل.
معدل تحديث الشاشة المرتفع ... مقارنة بين الأرقام النظرية والاختبارات وبين الاستخدام الفعلي

الخلاصة هنا أنه لا يجب الأخذ بالاختبارات فقط في حالة رغبتك في شراء هاتف متوسط بمعدل تحديث شاشة مرتفع، فهذه الهواتف يمكنها تقديم تجربة مستخدم سلسلة ورائعة في الاستخدام اليومي الطبيعي ومع الألعاب البسيطة أو المتوسطة، ولكن الرغبة في ممارسة الألعاب الثقيلة قد تحتاج إلى هاتف قوي في المجمل وليس فقط على مستوى معدل تحديث الشاشة المرتفع.
معدل تحديث الشاشة ليس العامل الوحيد
يجب بالطب الأخذ في الاعتبار أن معدل تحديث الشاشة ليس هو العامل الوحيد المؤثر على جودة الشاشة، فنوعية الشاشة مؤثرة بشكل كبير فهل الشاشة من فئة OLED أم من فئة LCD، وما هي دقة الشاشة وجودتها وكيف يمكن للشاشة التعامل مع السطوع والحدة والتباين، كل تلك العوامل لابد من أخذها عين الاعتبار عند المقارنة بين شاشتين.
مستقبل معدلات تحديث الشاشات في 2021
شهد عام 2020 وصول معدلات التحديث إلى أرقام قياسية وأصبح معدل تحديث 120 هيرتز اعتياديًا في الهواتف الرائدة مثل Samsung Galaxy Note20 Ultra وXiaomi Mi 10 Ultra، كما تمكنت هواتف أخرى من الوصول إلى معدلات تحديث قياسية مثل هاتف Xiaomi Mi 10T Pro الذي تمكن من الوصول إلى معدل تحديث 144 هيرتز، وهذا بفضل الاعتماد على المعالجات المركزية الرائدة الحالية وعلى رأسها معالج كوالكوم سنابدراجون 865.
معدل تحديث الشاشة المرتفع ... مقارنة بين الأرقام النظرية والاختبارات وبين الاستخدام الفعلي

ومع ظهور معالج كوالكوم سنابدراجون 888 الجديد والمقرر أن يدعم الهواتف الرائدة المقبلة لعام 2021، نتوقع أن تتطور هذه المعدلات بشكل كبير وأن تستقر في الهواتف التي لم تكن مستقرة فيها، ومن المتوقع بالطبع ان يزداد عدد الهواتف الداعمة لهذه التقنية الجديدة.



التعليقات

إكتب تعليقك

إسمك الكريم * بريدك الإلكتروني * اكتب كود الامان *

انشاء كود اخر.