كتب: خالد عاصم
كعادتها، تركتنا Apple ما بين منبهر ومنتقض فور انتهاء فعاليات الإعلان عن هواتفها الجديدة iPhone 14، وإن كانت نسبة الانتقاد والسخرية قد وصلت إلى حالة من الإجماع تقريبًا فيما يتعلق بالهاتفين الأقل iPhone 14 وiPhone 14 Plus، إلا أن الاختلافات ما بين المعسكرين بقيت واضحة فيما يتعلق بهاتفي iPhone 14 Pro وiPhone 14 Pro Max، وهنا يأتي السؤال، هل جديد هواتف iPhone 14 يستحق الاحتفاء بالفعل.
هل قدمت هواتف iPhone 14 ما يستحق الاحتفاء
قبل شهور من الإعلان عن هواتف iPhone 14، عرفنا أن سلسلة mini قد انتهت وأن آخرها هو iPhone 13 mini، ولكننا عرفنا في الوقت نفسه أن الهواتف الجديد ستتكون من أربعة هواتف ليأتي هاتف iPhone 14 Plus كإضافة غير واضحة أو مفهومة، فالهاتف لا يختلف إطلاقًا عن هواتف iPhone 13 مثل شقيقه iPhone 14 إلا أنه يأتي بشاشة كبيرة نسبيًا بقطر 6.7 بوصة، لذا عندما نتحدث عن الجديد في هواتف iPhone 14 فعلينا أن نستثني هاتفي iPhone 14 وiPhone 14 Plus، مما يعني أن الحديث سينحصر حول هاتفي iPhone 14 Pro وiPhone 14 Pro Max.
بالطبع لا يمكن إنكار أن الاختلاف الأبرز بين هواتف iPhone 14 Pro وبين ما سبقها من هواتف هو التصميم، فأخيرًا تخلت ابل عن تصميم الشق العريض الذي لم يعد مناسبًا – وهو تخلي جزئي فقط حيث لا يزال هذا التصميم مستخدمًا في هواتف iPhone 14 الأدنى – لتعتمد ابل على تصميم جديد شبيه بتصميم الكبسولة الذي اعتمدت عليه هواتف اندرويد سابقًا وتخلت عنه أيضًا لصالح تصميم الثقب المستخدم في هواتف رائدة عديدة حاليًا مثل Samsung Galaxy S22 وXiaomi 12 Pro وغيرها، ولكن ابل قدمت لمحة جديدة رائعة دون شك في هذا التصميم.
إنه التأثير الديناميكي أو تصميم Dynamic Island وهو الاسم الذي اطلقته ابل على تصميم الكبسولة الجديدة، ويعمل هذا التأثير على استغلال هذا الثقب في الشاشة في ظهور مختلف الإشعارات بشكل جذاب وكأنها منبثقة منه، وهو دون شك تصميم جذاب ومبتكر، ولكنه لا يمت بصلة بهاردوير الهاتف، ولا أظن أنه من الصعب اقتباس تلك الخاصية في هواتف اندرويد المشابهة على مستوى التصميم، ولا يصعب أن يقوم أي من المطورين بإضافة خاصية مشابهة في واجهات المستخدم أو التطبيقات، ولكن لا يعني هذا إنكار أن ابل قد تمكنت من استغلال هذا التصميم أفضل استغلال.
الاختلاف الجديد الثاني على مستوى الشاشة وهو الأبرز بالطبع، هو إمكانية وصول الشاشة إلى نسبة سطوع تصل إلى 2000 شمعة، وهو رقم قياسي يعني أنه مهما كانت ظروف الإضاءة المحيطة قوية، ستتمكن من رؤية الشاشة دون مشكلة، وهو تطور ملحوظ أيضًا مقارنة بهواتف اندرويد التي تصل إلى أقصى نسبة سطوع تصل إلى 1600 شمعة في أفضل هواتفها، ولكن من ناحية أخرى لا يمكننا بعد التحقق من مدى فعالية هذه الإضافة وما إن كانت ستمثل اختلافًا حقيقيًا في تجربة المستخدم للهاتف، فلا يمكن أن نتجاهل أن بعض الشركات تضيف إضافات نظريًا استثنائية ولكنها عمليًا ليست ذات فائدة كبيرة للمستخدمين، وإن كان أيضًا لا يمكن إنكار تميزها بشكل عام.
على عكس هاتفي iPhone 14 وiPhone 14 Plus والاستثناء الغريب الذي قامت به ابل هذا العام، تعتمد الهواتف الجديدة من فئة Pro على المعالج المركزي الجديد Apple A16 والذي يتكون من 6 شرائح، اثنان منهما للأداء وأربع لتوفير الطاقة، وإجمالًا، فإن المعالج أسرع بواقع 40 بالمائة من المنافسين، بينما الشرائح الخاصة بالأداء تستهلك طاقة أقل بواقع 15 بالمائة مقارنة بمعالج A15. ويمتاز المعالج بمحرك عصبي Neural Engine مكون من 16 نواة بقدر على معالجة 16 تريليون عملية في الثانية الواحدة، أما معالج الرسوميات خماسي النواة فأسرع بواقع 50 بالمائة.
بعض الاختلافات والتطورات قد تكون جديدة كليًا على هواتف ايفون وهو ما قد يبهر متابعي هواتف ابل فقط، ولكنها من ناحية أخرى لا تكون جديدة على الإطلاق لهواتف اندرويد، ومن بين أبرز تلك الاختلافات في الهواتف الجديد iPhone 14 Pro وiPhone 14 Pro Max هو الاعتماد للمرة الأولى على كاميرا خلفية بمستشعر رباعي، أي يقوم بجمع كل أربع بيكسلات في بيكسل واحدة، وهي الخاصية المعروفة في هواتف اندرويد باسم 4-in-1 binning.
ويأتي الهاتفان بمستشعر رئيسي بدقة 48 ميجا بيكسل بفتحة f/1.78 وحجم بيكسل 1.22 ميكروميتر، وتقوم الكاميرا بالتصوير بدقة 12 ميجا بيكسل افتراضيًا، وتمتاز الكاميرا بتقنية تثبيت الصورة المطورة Sensor-shift الجيل الثاني بالإضافة لخاصية التركيز التلقائي Full Focus Pixels، ومع الاعتماد على مستشعر عالي الجودة، فإن الكاميرا بإمكانها التقريب حتى 2x عبر تطبيق الكاميرا من خلال قص الصورة من المنتصف، وهو الوضع المثالي لوضع البورتريه Portrait Mode. وتعتمد الكاميرا أيضًا على عدسة بالغة العرض بدقة 12 ميجا بيكسل بمستشعر كبير بحجم بيكسل 1.4 ميكروميتر قادر على إنتاج صور أفضل على مستوى التفاصيل والحدة مع تميز صور الماكرو أيضًا، وأخيرًا تبقى الكاميرا المقربة بتقريب بصري 3x وهي مدعومة بمثبت صورة بصري.
مما سبق يتضح أن هواتف iPhone 14 Pro وiPhone 14 Pro Max قد أتت بالفعل بإمكانيات ومميزات جديدة، وقد تكون مبهرة للمستخدمين المخلصين لهواتف ابل خاصة على مستوى التصميم وتغيير طبيعة مستشعرات الكاميرا الخلفية، ولكن لا أظن أنها تمصل دعوة مشجعة لأصحاب هواتف اندرويد الرائدة على تغيير هواتفهم والاتجاه إلى هواتف ابل، خاصة في ظل التميز الكبير لهواتف عديدة بعيدًا حتى عن سامسونج نفسها، والمتمثلة مثلًا في هاتف خارق مثل Xiaomi 12s Ultra
على أية حال نصيحتنا في النهاية هي أنه إن كنت تمتلك أي من هواتف iPhone 13 وترغب في الترقية، فلا ننصحك بالتأكيد أن تختار ما بين هاتفي iPhone 14 وiPhone 14 Plus، بينما يمكنك بالطبع التفكير في أي من هاتفي iPhone 14 Pro وiPhone 14 Pro Max إن أردت خاصة وأن الفارق الحالي في السعر ما بين بيع هاتفك المستعمل وشراء الهاتف الجديد لن يكون ضخمًا.
ملحوظة:
• نظام التشغيل الذي تم ذكره على أنه آخر الأنظمة التي تقبل بها الهواتف الذكية الواردة في المقال، هو النظام المذكور على الموقع الرسمي للشركة في الوقت الذي تم كتابة المقالة فيه، وبعض الهواتف الذكية قد تقبل الترقي للإصدارات الأحدث من أنظمة التشغيل.
• أسعار الهواتف الذكية الواردة في هذا المقال هي الأسعار المدرجة في المتاجر وقت نشر المقال، والأسعار متغيرة صعودًا وهبوطًا وفقًا لحركة الأسواق.