سؤال كل عام ... هل قدمت هواتف iPhone الجديدة أي جديد يستحق الثناء


كتب: خالد عاصم
لعدة سنوات مضت لم تسلم Apple من الاتهامات أحيانًا ومن السخرية أحيانًا أخرى بسبب التحديثات الطفيفة وغير الموضوعية التي تشهدها هواتها الجديدة كل عام، فمنذ ظهور مجموعة هواتف iPhone 11 تحديدًا وحتى هواتف iPhone 13 يمكننا القول بان الاختلافات ما بين الأجيال الثلاثة كانت طفيفة للغاية، وكانت مرتكزة بشكل كبير على الكاميرا والتي لا يمكن القول حتى بان الاختلافات ما بينها كانت جذرية إلى هذا الحد، كما جاءت هواتف iPhone 14 وiPhone 14 Plus مطابقة تقريبًا لهواتف iPhone 13، بينما اختلفت هواتف iPhone 14 Pro للمرة الأولى منذ سنوات على مستوى التصميم بفضل ظهور كبسولة Dynamic Island الجديدة.
ومع الإعلان عن مجموعة هواتف iPhone 15 ظهر سؤال كل عام مرة أخرى، وهو ما إن كانت قد قدمت Apple تحديثات حقيقية تستحق بالفعل الإعلان عن هواتف جديدة كليًا، وما إن كانت أصوات الانبهار والإشادة التي نسمعها في كافة مؤتمرات أبل، حقيقة وصادقة، وأيضًا ما إن كان من الطبيعي أن تقوم بالتخلي عن هاتفك الايفون الحالي للسعي وراء شراء هاتف من الهواتف الجديدة.
سؤال كل عام ... هل قدمت هواتف iPhone الجديدة أي جديد يستحق الثناء
والواقع ومن وجهة نظري الشخصية، أن مؤتمرات Apple على مدار السنوات الماضية أصبحت في غاية الملل، خاصة مع محاولات الإبهار التي يتبعها مدراء وممثلي الشركة عند تقديم الهواتف الجديدة في محاولات مسرحية لإيهام الحضور بأن كل ما في هواتف ايفون الجديدة لم يظهر من قبل في أي من الهواتف الأخرى، بينما أن الواقع على عكس ذلك كليًا.
فحين مقارنة هواتف iPhone 15 بأي من الهواتف الرائدة الأخرى لمعتمدة على نظام تشغيل اندرويد سنلاحظ أن كل جديد في هواتف يفون يتم الاحتفاء به إلى هذا القدر والمستوى، قد ظهر بالفعل سابقًا في هواتف رائدة من شركات أخرى، بل إن بعض تلك الهواتف تتفوق على هواتف ايفون بفارق كبير أحيانًا. ولكن لهذا حديث أخر فنحن نتحدث عن التحديثات ما بين هواتف ايفون نفسها.
أول ما يمكن ملاحظته منذ العام الماضي وتأكد في هذا العام، أن الإصدارات دون إصدارات Pro أصبحت صورة من هواتف العام السابق، فهاتفي iPhone 14 وiPhone 14 Plus ينتميان إلى مجموعة iPhone 13 وكذا هاتفي iPhone 15 وiPhone 15 Plus ينتميان لمجموعة iPhone 14 Pro، وهو ما يفسر ظهور Dynamic Island في الهاتفين، وكأن ابل أصبحت توفر تطويرها الفعلي لهاتفي Pro مع ضمانها أنها ستعيد تقديم هاتفي العام الماضي في صورة جديدة هذا العام، وهو أمر ربما له وجاهة تسويقية تعلمها ابل، ولكنني لا استطيع فهم دوافعه.
سؤال كل عام ... هل قدمت هواتف iPhone الجديدة أي جديد يستحق الثناء
أما على مستوى التحديثات في المواصفات، فبالطبع لا يمكن الحديث عن المعالجات كونها تحديث فعلي خاصة وأنه أمر طبيعي لكافة الشركات أن تقوم بتحديث معالجات هواتفها كل عام، ولكن بالنظر لباقي المواصفات فسنلاحظ شبه تطابق ما بين هواتف العام الحالي والماضي، فالاختلافات ما بين هواتف Pro بين العامين تشمل فقط الاعتماد على هيكل من التيتانيوم بدلًا من الستانليس ستيل وهو ما يمكن اعتباره إضافة لن تؤثر على تجربة المستخدم على الإطلاق، بالإضافة للاختلاف الجديد من حيث إمكانية تعديل خصائص زر كتم صوت الهاتف، وهي إضافة لا تستحق بالفعل أن نتناولها بالشرح الكثير على عكس ما حدث في المؤتمر.
بالطبع تمت إضافة عدد من التحسينات على مستوى برمجيات الكاميرا وهو أمر طبيعي كون ابل تركز دائمًا على الكاميرات خاصة على مستوى تصوير الفيديو وهي متفوقة بالفعل في هذا الأمر. أما فيما يتعلق بقدرة الهواتف على تشغيل ألعاب المنصات والكمبيوتر، فهذا الامر كان يحتاج لمزيد من الشرح، ولكن اختصارًا عليكم تهدئة الحماس قليلًا، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تحل الهواتف الذكية محل منصات الألعاب أو أجهزة الكمبيوتر، كما أنه ليس من المنطقي على الإطلاق شراء هاتف ذكي لممارسة لعبتين أو ثلاثة من بين مئات العناوين التي يمكنني لعبها على منصة ثمنها أقل من نصف ثمن الهاتف، كما أن لهواتف الألعاب احتياجات وتجهيزات لا تتعلق فقط بالأداء، بل تتعلق بالكثير من العناصر غير المتوفرة في هواتف ايفون حتى اللحظة.
سؤال كل عام ... هل قدمت هواتف iPhone الجديدة أي جديد يستحق الثناء
إذًا وكما هو الحال كل عام، فإن هواتف ايفون الجديدة من وجهة نظري الشخصية والتي قد لا تتوافق مع العديد من محبي هواتف Apple أو ما يمكن أن نطلق عليهم Fan Boys، لم تتمكن من تقديم الجديد الذي يستحق بالفعل أن نفتح أفواهنا من فرط الإعجاب والانبهار، ولكن لأكون أكثر انصافًا، فإن Samsung نفسها أصابها نفس الملل في هواتفها الرائدة التي لم تشهد أيضًا تحديثات قوية مبهرة في الأعوام القليلة الماضية، وربما أصبح الإبهار مؤخرًا يأتي فقط من الصين.



التعليقات

إكتب تعليقك

إسمك الكريم * بريدك الإلكتروني * اكتب كود الامان *

انشاء كود اخر.