كتب: خالد عاصم
على مدار السنوات الماضية، تمكنت تقنيات التخزين السحابية من الاستحواذ على اهتمام مختلف مستخدمي الأجهزة الذكية، وخاصة الهواتف الذكية والتي توفر مساحة تخزينية تبلغ في المتوسط ما بين 64 إلى 128 جيجابايت، وعلى الرغم من أنها في البداية لم تكن الخيار الأنسب نظرًا للارتفاع الشديد في أسعارها واعتمادها الكلي على سرعات الإنترنت التي لم تكن بالسرعة العالية الحالية، إلا أنه وبعد التطور الكبير لمختلف التقنيات المساعدة، تمكنت تقنيات وخدمات التخزين السحابية من التطور والانتشار بشكل واسع.
فقد قدمت خدمات التخزين السحابية البديل المناسب للحفاظ على الملفات الاحتياطية والملفات الهامة التي نخشى من وجودها على الأجهزة الذكية يومية الاستخدام والمعرضة للاختراق أو الضياع أو السرقة، ولكن وعلى الرغم من هذا التطور وتلك المميزات، إلا أن البعض لا يزال يفضل الاعتماد كليًا على المساحات التخزينية الداخلية للأجهزة وللهواتف الذكية، وهو ما يجعل البعض يتساءل عن الفوارق وعن مميزات وعيوب الطريقتين، فسواء كنت تريد حفظ ملفاتك كليًا على المساحة الداخلية أو ترغب في الاستعانة بتطبيقات وخدمات التخزين السحابية، فعليك أولًا أن تتعرف على مميزات وعيوب كل منهما.
خدمات التخزين السحابية ووحدات التخزين المحلية
التعريفات
دعونا في البداية نبدأ بتعريف كل من خدمات التخزين السحابية ووحدات التخزين المحلية، وأولهم خدمات التخزين السحابية وهي عبارة عن وحدات تخزين رقمية افتراضية تكمن في خوادم فعلية يمكن الوصول إليها من خلال الإنترنت، وتمتاز بالعديد من الخدمات الجانبية والمميزات الإضافية، ويتم الاهتمام بحماية تلك الخدمات من خلال الشركة المالكة لها وللخوادم التي تستضيفها.
أما وحدات التخزين المحلية أو الداخلية، فهي وحدات تخين فعلية ملموسة مثل الهارد ديسك HDD أو وحدات التخزين الصلبة SSD في أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الذكية الأخرى، وأيضًا وحدات التخزين الداخلية في الهواتف الذكية بالإضافة إلى وحدات التخزين الخارجية مثل الفلاشات والاسطوانات وبطاقات الذاكرة الخارجية وغيرها.
مميزات وعيوب كل من الطريقتين
أولى مميزات الاعتماد على خدمات التخزين السحابية هي إمكانية الوصول لتلك الملفات والبيانات من أي مكان في العالم ومن خلال أي جهاز، فإن كنت قد قمت بالتسجيل في هذه الخدمة من خلال الهاتف، ستتمكن من الوصول لتلك البيانات من الهاتف أو من أي هاتف أو جهاز كمبيوتر أو حتى تلفزيون ذكي يدعم الملفات التي قمت برفعها على الخدمة، وهو ما لا يتوفر في وحدات التخزين الداخلية بالطبع.
إن كنت تستخدم خدمات التخزين السحابية في العمل، فأنت تمتلك أيضًا أداة للمشاركة والعمل الجماعي، حيث يمكن لأكثر من شخص التعديل على تلك البيانات في حالة إتاحة الإمكانية لذلك من خلالك، وهو ما يمثل وسيلة فعالة للغاية في إتمام الاعمال، كما تمتاز تلك الخدمات أيضًا بتأمين كامل ضد كوارث فقدان البيانات لأي سبب، فكافة الشركات الكبرى المالكة والحاضنة لتلك الخدمات توفير تأمين وضمان كامل لعدم فقدان تلك البيانات في أي وقت وتحت أي ظرف.
بالإضافة لكونها خدمة تخزين سحابية، فتلك الخدمات تقدم أيضًا مجموعة كبيرة من التطبيقات والخدمات الأخرى، فبعض خدمات التخزين السحابية توفر مجموعة من تطبيقات تحرير النصوص والجداول والعروض التقديمية مثل Google Drive وخدمات مايكروسوفت، كما يوفر بعضها الآخر تطبيقات لتشغيل ملفات الميديا وهكذا.
أما عن عيوب هذا النوع من الخدمات فأولًا يكمن في اعتمادها على الإنترنت وهو ما يعني ضرورة توفر اتصال قوي وسريع وثابت، وفي حالة عدم توفره فلن تتمكن من الوصول لملفاتك حتى تتصل بالإنترنت مرة أخرى، كما أن استهلاك الإنترنت في رفع أو إعادة تحميل الملفات الكبيرة يمثل عبئًا ماديًا مضافًا لعبء الاشتراك الشهري الذي قد يكون مكلفًا للبعض في حالة الاشتراك في خدمات واسعة المساحات التخزينية، اما العيب الآخر فهو في ضرورة الثقة الكبرى في مقدم الخدمة، حيث أن اعتمادك الكامل في التأمين يكون عليه هو لا عليك.
أما عن مميزات الاعتماد على مساحات التخزين الداخلية فيكمن أولًا في السرعة، فإن سرعة الوصول للبيانات وإمكانية تحميلها ومعالجتها أسرع بكثير في المساحات التخزينية الداخلية عنها في خدمات التخزين السحابية بكل تأكيد حيث أنها لا تعتمد على الإنترنت بأي حال من الأحوال، أما الميزة الثانية فتكمن في توفر كامل القدرة على التأمين الشخصي للبيانات، فلا وجود لأي وسيط بينك وبين بياناتك.
أما عن عيوب الاعتماد على المساحات التخزينية الداخلية فتكمن أولًا في المساحة التخزينية المنخفضة مقارنة بخدمات التخزين السحابية الكبرى التي توفر مساحات تخزينية ضخمة قد تصل إلى 1 تيرابايت في بعض الأحيان وهو ما لا يوفره بالطبع أي من الهواتف الاعتيادية التي نتعامل معها يوميًا، فالهواتف من كافة فئاتها اقتصادية كانت مثل Samsung Galaxy A12 أو Realme C15 أو متوسطة مثل Redmi Note 10 Pro أو Oppo Reno5 أو حتى رائدة مثل Samsung Galaxy S21 Ultra أو Huawei P40 Pro، فأقصى وحدة تخزين يمكن الحصول عليها قد تصل إلى 256 جيجابايت أو 512 جيجابايت في بعض الأحيان وهو الأمر المكلف للغاية، في الوقت الذي توفر خدمات التخزين السحابية مساحات تخزينية متساوية أو أكبر وبسعر أقل، أما العيب الرئيسي بالفعل فهو أنه في حالة تلف وحدة التخزين الداخلية فإن بياناتك ستتلف بالكامل معها، وهو ما يعني أنها وسيلة غير آمنة للاحتفاظ بنسخ احتياطية من ملفاتك الهامة.
ما هو الحل الأنسب
في كل ما يتعلق بالتقنيات المختلفة، فإن الاختيار دومًا يتوقف على متطلباتك، وإن كنا ننصح بالفعل بالاشتراك في أي من خدمات التخزين السحابية احتياطيًا حتى ولو بخطة سعرية منخفضة، إلا أن بعض المستخدمين قد لا يحتاجون لهذا النوع من الخدمات، ولذلك فإن القرار لك وخاصة بعد أن اتضحت لك الصورة كاملة بعد هذا المقال.