أسوأ معالجات الهواتف الذكية على مر تاريخ الصناعة


كتب: خالد عاصم
منذ أيام تم الكشف عن تفاصيل معالج Exynos 2200 الجديد من Samsung والمقرر أن يسجل ظهوره الرسمي الأول مع الإعلان عن هواتف Samsung Galaxy S22 هذا الشهر، ومع الكشف عن تفاصيل هذا المعالج، ينتظر العالم معالج قوي للغاية على مستوى الأداء خاصة بعد التعاون مع شركة AMD المتخصصة في تطوير معالجات رسوميات أجهزة الكمبيوتر المخصصة للألعاب.
وتعيد إلينا تلك الضجة، الضجة السابقة التي أثيرت حول معالج Snapdragon 8 Gen 1 من كوالكوم والذي ظهر رسميًا بالفعل مع عدد من الهواتف مثل Xiaomi 12 Pro وRealme GT2 Pro وOnePlus 10 Pro وغيرها، وقد تمكن المعالج من تحقيق نتائج قوية للغاية وصل بعضها إلى أرقام قياسية غير مسبوقة. ومع حرب المعالجات تلك تعود إلى أذهاننا أيضًا ذكريات لمعالجات أخرى عديدة أثارت نفس الضجة حين طرحها ولكنها بمرور الوقت أثبتت فشل كبير غير مسبوق أيضًا.
فعلى مدار السنوات الماضية، تم الكشف عن العديد من المعالجات التي عانت من العديد من العيوب التي لا تزال تؤخذ كنموذج قوي على أن ليست وراء كل ضجة نجاح، بل بعض الضجة قد تأتي بكوارث قد تؤدي لحدوث خسائر ضخمة، وفي هذا المقال سنتعرف على بعض من المعالجات التي ظهرت خلال السنوات الماضية والتي عانت من مشاكل عديدة حققت بسببها سقوط مدوي.
معالج كوالكوم سنابدراجون 810 والحرارة الزائدة
أسوأ معالجات الهواتف الذكية على مر تاريخ الصناعة
من بين أكثر المعالجات التي فضلت فشلًا ذريعًا خلال الفترة الماضية، معالج كوالكوم سنابدراجون 810 الذي صدر عام 2015، والي صحبه الأخ الأصغر سنابدراجون 808 وكلاهما أضرا بسمعة عملاق المعالجات ضررًا كبيرًا.
قبل ظهور المعالج رسميًا، ظهرت العيد من التقارير التي أكدت على أن المعالج يعاني من الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، وبالفعل عندما ظهر المعالج للمرة الأولى مع هاتف LG G Flex 2، عانى الهاتف من ضعف في الأداء بسبب ارتفاع درجات حرارته إلى قياسات خطرة، وهو ما أي لانخفاض نتائج اختباره مقارنة بالمعالج السابق عليه، ومع انتشار المعالج أكثر وأكثر، تأكدت المشكلة بشكل كبير.
جدير بالذكر، أن سامسونج لم تعتمد على هذا المعالج في هاتفها الرائدة لهذا العام وهو هاتف Samsung Galaxy S6، لتعتمد فقط على معالجها الخاص Exynos 7240، وأشارت التقارير إلى أن ارتفاع درجة الحرارة هو السبب، إلا أي من الطرفين، سامسونج وكوالكوم، لم يؤكدا ولم ينفيا تلك التقارير، لتعود سامسونج إلى مجموعة سنابدراجون 800 في العام التالي.
فشل إنتل الذريع
أسوأ معالجات الهواتف الذكية على مر تاريخ الصناعة
لا نذكر إنتل في هذه القائمة بسبب الضرر الذي تسببت فيه معالجاتها كما الحال مع المعالج السابق ذكره، ولكن بسبب تأثيرها الضعيف الذي وصل إلى حد الفشل الذريع في عالم الهواتف الذكية، على الرغم من إنتل قد حاولت بالفعل من خلال تعاونها مع جوجل لتوفير معالجات خاصة بهواتف اندرويد في سبتمبر من عام 2011، لتقوم بعد ذلك بتوفير مجموعة معالجات Intel Atom الموجهة للهواتف الذكية.
وظهرت معالجات إنتل للمرة الأولى في هاتفي Lenovo K8000 وMotorola Razr I 2012، بينما الإصدارات الأولى من معالجات Atom قد ظهرت بعدد أكبر في أجهزة التابلت، ولم يتمكن أي من تلك الأجهزة من تحقيق أي نجاح يذكر، إلا أن شركة Asus كانت من أكثر الشركات حينها اعتمادًا على معالجات إنتل، فمجموعة هواتف Asus Zenfone لعام 2014 اعتمدت على معالجات Intel Atom ثنائية النواة، قبل ان تنتقل إلى معالجاتها رباعية النواة في هواتف Zenfone 2 وZenfone Zoom في عام 2015، وهو أخر تعاون ما بين شركتي Intel وAsus التي انتقلت بعد ذلك لمعالجات كوالكوم وMediaTek.
معالجات MediaTek الفاشلة
أسوأ معالجات الهواتف الذكية على مر تاريخ الصناعة
هل أنت من المتابعين الجيدين لعالم الهواتف الذكية ومعالجاتها؟ هل تتذكر إذًا معالجات Helio X20 وHelio X30 من MediaTek؟ إن كنت لا تتذكر فدعنا نذكرك، ففي عام 2017 ظهر معالج Helio X20 وهو أول معالج يعتمد على ترتيب الشرائح tri-cluster والذي يتم الاستعانة به حاليًا في مختلف معالجات الهواتف الذكية الرائدة المعتمدة على نظام تشغيل اندرويد.
وعلى الرغم من الاعتماد على هذه التقنية وعلى تكوين من عشر شرائح كاملة، إلا أن المعالج وما تلاه من معالجات مطابقة من هذه المجموعة، لم تتمكن من تقديم أداء جيد، فمع الاعتماد على شريحتين كبيرتين فقط، وثماني شرائح صغيرة خاصة بفعالية الطاقة، أربع منهم منخفضة للغاية على مستوى السرعة، فإن المعالجات المذكورة لم تتمكن من منافسة المعالجات الرائدة الأخرى التي صدرت في الوقت نفسه، وعلى الرغم من القوة المفترضة للمعالج إلا أنه لم يجد طريقة إلا لعدد قليل من الهواتف الاقتصادية من شركات أشهرها Xiaomi التي لم تكن قد تمكنت من الوصول إلى هذا القدر من النجاح الذي تعيشه الآن بعد.
مشكلة معالج Exynos الأمنية
أسوأ معالجات الهواتف الذكية على مر تاريخ الصناعة
ننتقل إلى نوع آخر من أنواع الفشل في عالم المعالجات الذكية، وهذه المرة مع معالجات Exynos 4210 وExynos 4412 من سامسونج، وكلاهما سقط فريسة أمام ثغرة أمنية خطيرة وبسيطة أيضًا مكنت البرمجيات الخبيثة من الحصول على صلاحية الوصول إلى جذر النظام.
إن كنت لا تعرف، إن جذر النظام أو Root، هو المستوى الأكثر انخفاضًا من مستويات إعدادات اندرويد والأقرب ما يكون لأصل النظام، وبإتاحة صلاحية الوصول إليها، يتمكن المستخدم أو أي من البرمجيات الأخرى الوصول لأدق إعدادات النظام، وهو ما يسمح لها بتثبيت أية تطبيقات من ناحية والوصول لأكثر الملفات حساسية، وبسبب تلك الثغرة في معالجات Exynos المذكورة، تعرض عدد كبير من المستخدمين لمجموعة من المخاطر الشديدة المختلفة.
والسبب في تعرض ملايين المستخدمين للخطر هو استخدام تلك المعالجات في مجموعة من أشهر هواتف سامسونج وأكثرها شعبية في وقتها، مثل Samsung Galaxy S2 وSamsung Galaxy S3 وSamsung Galaxy Note 2، وقد أدركت سامسونج الازمة بالفعل، لتقوم بتوفير تحديث يمكنه علاج تلك المشكلة، ولكن تأخر وصول تلك التحديثات أدى لتعرض المستخدمين للكثير من المشاكل الأمنية.
أزمة ابل وهواتفها القديمة
أسوأ معالجات الهواتف الذكية على مر تاريخ الصناعة
على مدار سنوات مضت، تمكنت معالجات Apple Bionic المستخدمة في مجموعة كبيرة من هواتف الشركة خلال السنوات الماضية مثل iPhone 12 mini وiPhone 12 Pro وiPhone 13 Pro Max وغيرها، من إبهار المستخدمين والمتابعين على حد سواء، إلا أن ابل قد تعرضت لمشكلة كبيرة سبب اتخاذها لخطوة كانت نواياها حسنة ولكن نتائجها لم تكن على نفس المستوى.
ففي عالم 2017، توصلت ابل لحقيقة أن هواتفها القديمة ستعاني من قدم وضعف البطاريات، فالبطاريات القديمة المستهلكة في هذه الهواتف عانت من حالة من عدم الاستقرار بسبب ضعف قدرتها على إنتاج الطاقة، وهو ما يؤدي لتعدد مرات إيقاف الهاتف او إعادة تشغيله، ولذلك كان من الضروري إضعاف أو خفض قدرة أداء المعالجات لتتمكن ابل من تخفيض استهلاك الطاقة وبالتالي الحفاظ على ثبات واستقرار الهاتف.
وعلى الرغم من أن نية ابل كانت حسنة، إلا أنها عالجت تلك المشكلة من خلال إرسال تحديث سري يؤدي لخفض أداء المعالجات، ومع عدم علم المستخدمين، تمكن فريق بحثي خارجي من التوصل لحقيقة ما قامت به ابل، وهو ما أدى لثورة كبيرة لدى المستخدمين الذين رأوا أن هواتفهم قد توقفت عن تقديم الأداء المطلوب منها والمساوي للقيمة المادية التي تم دفعها فيها، كما ازدادت وتيرة التكهنات بأن نية ابل لم تكن حسنة وأنها قد تعمدت القيام بهذه الخطوة لإضعاف هواتفها وبالتالي دفع المستخدمين لشراء الهواتف الجديدة.
وللتعامل مع تلك الاتهامات، قررت ابل تقديم برنامج منخفض السعر لتغيير وتبديل تلك البطاريات القديمة حتى للمستخدمين الذين خرجت هواتفهم من فترة الضمان، كما قدمت في تحديث iOS 11.3 إمكانية إيقاف تلك الخاصية التي تؤدي لخفض أداء المعالجات، وعلى الرغم من هذا إلا أن تلك المشكلة لا تزال تلاحق ابل والتي فشلت في إيجاد حل جذري واضح لضعف أداء وقوة هواتفها السابقة.



التعليقات

إكتب تعليقك

إسمك الكريم * بريدك الإلكتروني * اكتب كود الامان *

انشاء كود اخر.