كتب: خالد عاصم
على مستوى الكاميرات وتحديدًا خاصية التقريب، تعد هواتف Samsung وiPhone هي الهواتف الأعلى كفاءة والأكثر تطورًا من بين مختلف الشركات الأخرى، ولهذا وعلى الرغم من تفوق بعض الهواتف الأخرى على مستوى التصوير ككل، إلا أن خاصية التقريب بهذا التميز لا تزال حكرًا على هواتف العملاقين الكوري والأمريكي.
ومؤخرًا كشفت Google عن هاتفها الجديد Google Pixel 6 Pro والذي يعد أول هواتف الشركة سعيًا لمنافسة حقيقية مع الهواتف الرائدة الكبرى في الأسواق العالمية، ولهذا العديد من الأسباب، من بينها اعتماد جوجل للمرة الأولى على معالج مطور من خلالها، بالإضافة للاعتماد على تصميم متعارف عليه في الهواتف الأخرى، وأيضًا بفضل التطور الكبير الذي حظيت به كاميرا الهاتف.
وعلى الرغم من هذا التطور الواضح في كاميرا هاتف Pixel 6 Pro، إلا أن Google لم تهتم كثيرًا بدعم خاصية التقريب الفائق التي تدعمها العديد من الشركات الأخرى في هواتفها، لتكتفي بدعم خاصية التقريب حتى 20X، ولكن هل يمكن لهذه الخاصية منافسة هواتف قوية على مستوى التقريب مثل Samsung Galaxy S21 Ultra وiPhone 13 Pro Max؟ هذا ما سنسعى للإجابة عليه في هذا المقال.
المشهد الأول
الصورة الأصلية
تم التقاط هذه الصورة دون تقريب عبر هاتف Pixel 6 Pro، وسنقوم بالتقريب على السفينة الضخمة في خلفية الصورة لنكشف عن النتيجة في الاختبار الأول.
بداية، سنقوم بالتقريب حتى 3x، وهنا يظهر تأخر هاتف جوجل مقارنة بهواتف سامسونج وايفون التي تمتاز بعدسات مخصص للتقريب البصري حتى 3x، مما يعني أنها لن تضطر لقص الصورة وتصغيرها، مع العلم أن كاميرا التليفوتو في هاتف جوجل تدعم تقريب حتى 4X، مما يعني أن تقريب 3X ما هو إلا تقريب رقمي تقوم به العدسة الرئيسية لكاميرا الهاتف.
وكما نرى في الصور السابقة المرتبة بداية من هاتف جوجل وصولًا إلى هاتف ايفون، سنجد أن صورة هاتف جوجل هي الأقل حدة وصورة هاتف سامسونج هي الأعلى حدة بينما صورة هاتف ايفون في منطقة بين الهاتفين.
في الصور التالية والمرتبة الترتيب ذاته انتقلنا إلى التقريب حتى 4X وهو ما يعني تشغيل عدسة تليفوتو في هاتف جوجل، وهو ما أدى للحصول على صورة أفضل، إلا أن الصورة الملتقطة عبر هاتف سامسونج لا تزال الأعلى حدة، بينما صورة هاتف ايفون تظهر فيها محاولات برمجيات الهاتف لزيادة حدتها وهو ما أدى لظهور بعض الهالات حول حدود العناصر المكونة للصورة.
بالانتقال إلى تقريب 10x، يتضح أنه لا يزال هاتفي جوجل وسامسونج متنافسان بشكل واضح، فبينما تظهر صورة جوجل الأولى أقل حدة تبدأ صورة سامسونج الثانية في إظهار بعض الضوضاء، في الوقت الذي تتخلف فيه صورة ايفون وهي الصورة الثالثة بشكل واضح، حيث تبدو وكأنها صورة مرسومة لا ملتقطة عبر كاميرا.
أما بالانتقال إلى تقريب 15x، وهو أقصى تقريب يمكن أن يصل إليه هاتف ايفون، يتضح من الصورة الثالثة أنها قد انهارت بالكامل لتضيع حدتها وملامحها بشكل واضح، بينما فقدت هاتف جوجل الكثير من التفاصيل مع زيادة الضوضاء كما يتضح في الصورة الأولى، وإن كانت لا تزال الصورة مقبولة، وعلى الرغم من أن الضوضاء زادت أيضًا في صورة هاتف سامسونج إلا أنه لا يزال الأفضل على مستوى الأداء.
التقريب حتى 20x هو أقصى ما يمكن أن يصل إليه هاتف جوجل الجيد، وفي هذه المرحلة يمكننا أن نرى أن عناصر الصورة قد غلبت عليها الضوضاء بشكل كبير، وهو ما لا يختلف كثيرًا عن صورة هاتف سامسونج التي زادت فيها أيضًا الضوضاء، وكلاهما لا يزال قادر على تقديم صورة مقبولة.
الصورة الأخيرة هي أعلى ما يمكن أن يصل إليه هاتف Samsung Galaxy S21 Ultra بالتقريب حتى 100x.
المشهد الثاني
الصورة الأصلية
في هذه الصورة سنقوم بالتقريب على البرج في أقصى منتصف الصورة، وسيتم ترتيب الصور التالية بداية من صور هاتف Google Pixel 6 Pro وصولًا إلى iPhone 13 Pro Max.
كما هو الحال في المشهد السابق، فإن التقريب حتى 3x لا يتم عبر عدسة التليفوتو في هاتف جوجل، لذا تظهر الصورة مقصوصة وتظهر فيها معالجة البرمجيات بوضوح، ومرة أخرى لا تزال صورة هاتف Samsung Galaxy S21 Ultra هي الأكثر حدة وإن كان إلى حد زائد قليلًا، بينما صورة هاتف ايفون هي الأكثر توازنًا هنا.
عند التقريب على 4x، تبدأ عدسة تليفوتو في العمل في هاتف جوجل، بينما الهاتفان الأخران يضطران لقص الصورة ومعالجتها رقميًا، ولهذا تظهر صورة هاتف جوجل متوازنة وطبيعية، بينما تبدأ صورة ايفون في الظهور باهتة وأقل حدة، في الوقت الذي تظهر فيه صورة سامسونج جيدة وحادة ولكن معالجة البرمجيات أدت لظهور خط خارجي خيالي حول البرج كما يتضح في الصورة الثانية.
بالانتقال إلى تقريب 10x تقل الحدة شيئًا فشيئا، ولكن لا تزال صورة هاتف سامسونج هي الأكثر حدة، وإن كانت صورة هاتف جوجل تستحق الإشادة على مستوى الألوان، فعلى الرغم من صعوبة المشهد إلا أن الهاتف تمكن من الحفاظ على جودة إنتاج الألوان وواقعيتها، ولهذا تظهر صورة هاتف جوجل هي الأفضل في المطلق على مستوى التوازن.
المشهد الثالث
الصورة الأصلية
سنقوم بالتقريب على النص أعلى المبني في المنتصف، وبالتقريب حتى 3x لا تختلف النتيجة عن السابق، فهاتفي سامسونج وايفون يعتمدان على العدسة المقربة بينما هاتف جوجل يعتمد على التقريب الرقمي، والنتيجة هي أنه صورة هاتف سامسونج لا تزال هي الأفضل على مستوى الحدة والتعريض، بينما صورة هاتف ايفون هي الأفضل على مستوى طبيعية الحدة، ولكن صعوبة إعدادات التعريض في الصورة لم تمكن الهاتف من تقديم النتيجة الأفضل.
عند التقريب حتى 4x سنلاحظ أن الهواتف الثلاثة تمكنت من تقديم نتائج متقاربة بفوارق بسيطة، فهاتف ايفون بدأ في فقدان الحدة قليلًا في حواف الصورة، بينما هاتف سامسونج بدأ في إنتاج القليل من الضوضاء، بينما كانت صورة هاتف جوجل الملتقطة بواسطة العدسة المقربة هي الأكثر نقاء وطبيعية.
عند التقريب حتى 10x، يتضح أن انخفاض الحدة قد ازداد في حواف صورة هاتف ايفون، بينما ظهرت الألوان في صورة هاتف جوجل أكثر سطوعًا وظلت الصورة في هاتف سامسونج هي الأكثر حدة ولكن مع ظهور قليل من الضوضاء، وفي المجمل قدم الهاتفين الأخيرين الأداء الأفضل.
عند التقريب حتى 10x، يتضح أن انخفاض الحدة قد ازداد في حواف صورة هاتف ايفون، بينما ظهرت الألوان في صورة هاتف جوجل أكثر سطوعًا وظلت الصورة في هاتف سامسونج هي الأكثر حدة ولكن مع ظهور قليل من الضوضاء، وفي المجمل قدم الهاتفين الأخيرين الأداء الأفضل.
بالتقريب حتى 15x وهو أقصى ما يمكن أن يصل إليه هاتف ايفون، يتضح أن الهاتف لا يمكنه تقديم أداء جيد، فالتفاصيل ضعيفة للغاية والألوان باهتة للغاية، بينما صورة هاتف جوجل فعلى الرغم من بهتانها أيضًا إلا أنها أفضل بفارق واضح نسبيًا، ولا يزال هاتف سامسونج هو المدهش على مستوى الحدة في هذا المستوى ولا تزال التفاصيل واضحة بشكل متميز.
بالتقريب حتى 20x تنخفض إعدادات التعريض قليلًا في صورة هاتف سامسونج ولكنها لا تزال أعلى حدة من صورة هاتف جوجل والذي بدأت الصورة تظهر فيه أكثر قربًا من الرسوميات.
وهذه هي الصورة النهائية مع التقريب حتى 100x وهو أقصى ما يمكن أن يصل إليه هاتف سامسونج.
المشهد الرابع
الصورة الأصلية
سنقوم بالتقريب على المبنى الرمادي في أقصى منتصف الصورة، وعند التقريب حتى 3x يتضح أن الكاميرات المقربة لهاتفي سامسونج وايفون لم يتمكنا من تقديم إعدادات التعريض المناسبة ولكن الصورتين حادتين بالقدر الكافي لمعرفة تفاصيل ما يحدث داخل المشهد، بينما الصورة في هاتف جوجل أفضل على مستوى التعريض ولكن بعض التفاصيل لا تبدو جيدة بسبب التقريب الرقمي.
تنقلب الطاولة عند التقريب على 4x، فصورة هاتف Pixel 6 Pro ليست الأكثر سطوعًا فقط، ولكنها الأفضل على مستوى التفاصيل بشكل واضح للغاية، بينما الصورتين من هاتفي سامسونج وايفون لا يزالان يعانيان من التعريض المنخفض وحتى هذه التعريض المنخفض لم يخفي الضوضاء التي بدأت في الظهور في الصورتين مع فقدان بعض التفاصيل.
تنخفض تفاصيل الصرة بشدة في هاتف ايفون عند التقريب حتى 10x، بينما الصورة في هاتف جوجل تبدو أكثر سطوعًا ولكنها فقدت قليل من التفاصيل أيضًا مع انخفاض واضح في التباين الذي جعل الصورة تبدو وكأنها ليست حقيقية، وفي النهاية قدم هاتف سامسونج الصورة الأكثر توازنًا على مستوى الحدة والتفاصيل مع قليل من الضوضاء.
عند التقريب حتى 15x يخرج هاتف ايفون من المنافسة كليًا مع استمرارها بين الهاتفين الأخرين، وكلاهما يعاني من الضوضاء بالطبع ولكنها قادران على تقديم صورة مقبولة يمكن مشاهدتها دون إزعاج.
أما عند التقريب حتى 20x فيكشف عن قوة هاتف سامسونج القادر على تقديم صورة لا تزال مقبولة جدًا، بينما هاتف جوجل يبذل قصارى جهده ولكنه لا يتمكن من إخفاء العيوب المتمثلة في الضوضاء وضياع التفاصيل وانخفاض الحدة.
وهذه هي الصورة بكامل طاقة هاتف سامسونج عند التقريب حتى 100x.
الخلاصة
على الرغم من أن كاميرا هاتف iPhone 13 Pro Max متميزة ورائعة في مجمل أدائها، إلا أنه على ما يبدو أن ابل لم تهتم كثيرًا بخاصية التقريب، بينما هاتف Google Pixel 6 Pro تمكن من تقديم أداء رائع على الرغم من أن جوجل لم تؤكد في أي مرة على اهتمامها بخاصية التقريب الخارق، فمع وصول الصورة حتى تقريب 15x، يتمكن الهاتف من تقديم أداء مقبول وتقديم صور يمكن استخدامها، وحتى عند التقريب حتى 20x ستتمكن من اكتشاف بعض التفاصيل داخل الصورة.
اما هاتف Samsung Galaxy S21 Ultra فعلى الرغم من بعض العيوب التي ظهرت من ضوضاء أحيانًا وأخطاء على مستوى التعريض أحيانًا أخرى، إلا أنه عملاق التقريب دون منازع سواء على مستوى التقريب البصري أو الرقمي المتميز حتى 100x.
جدير بالذكر أن هاتف Google Pixel 6 Pro غير متوفر بعد في الأسواق المصرية، بينما هاتف Samsung Galaxy S21 Ultra متوفر بسعر يبلغ حوالي 20 ألف جنيه لإصدار 12/256 جيجابايت، وهاتف iPhone 13 Pro Max متوفر بسعر يبلغ حوالي 27 ألف جنيه لإصدار 6/256 جيجابايت، ويمكنكم معرفة سعر هاتف Samsung Galax S21 Ultra وسعر هاتف iPhone 13 Pro Max والمقارنة بين أفضل عروض أسعارهما في المتاجر المختلفة من خلال موقع ياقوطة.
ملحوظة:
• نظام التشغيل الذي تم ذكره على أنه آخر الأنظمة التي تقبل بها الهواتف الذكية الواردة في المقال، هو النظام المذكور على الموقع الرسمي للشركة في الوقت الذي تم كتابة المقالة فيه، وبعض الهواتف الذكية قد تقبل الترقي للإصدارات الأحدث من أنظمة التشغيل.
• أسعار الهواتف الذكية الواردة في هذا المقال هي الأسعار المدرجة في المتاجر وقت نشر المقال، والأسعار متغيرة صعودًا وهبوطًا وفقًا لحركة الأسواق.